القائمة

الاثنين، فبراير 21، 2011

أين رضا هلال يا وزير الداخلية


غائب من 8سنوات فى ظروف غامضة
اختفاؤه يثير الجدل والنقاش

في الحادي عشر من أغسطس عام 2003 اختفى رضا هلال دون أن يترك خلفه أي أثر. ولا يزال اختفاؤه يثير الجدل والنقاش حيث اعلن شقيقه مؤخرا أنه تلقى معلومات تفيد بأن رضا لا يزال على قيد الحياة في أحد السجون المصرية. لكن رحلة عودة الصحفي والكاتب المصري رضا هلال إلى منزله في شارع القصر العيني لم تكتمل منذ8 سنوات
يمثل اختفاء هلال قضية معقدة. حيث كانت لرضا، والذي كان يشغل منصب مساعد رئيس صحيفة الأهرام المصرية الحكومية، الكثير من الخصومات السياسية التي تطورت أحيانا إلى عداوات. وتضم قائمة الخصوم قوميين وإسلاميين وأخيراً أعضاء في النظام المصري، وهو ما أدى إلى تعدد التفسيرات التي حاولت فك طلاسم اختفائه
اختفى رضا هلال. فبعد ان غادر مكتبه في صحيفة الأهرام يوم الاثنين الحادي عشر من أغسطس توجه إلى منزله ليغادره فجأة ويختفي. ومثلما كان هلال مثيرا للجدل في آرائه وتوجهاته السياسية فإن اختفاءه اثار الكثير من التكهنات. فالبعض أشار بإصبع الاتهام إلى التيار القومي الذي كان هلال من ألد خصومه. بينما زعم آخرون أن هلال قد أمسى مجرد رقم في قائمة ضحايا التيار الإسلامي مثله مثل فرج فودة، وهو الزعم الذي أذكاه رسالة التهديد التي تلقاها المفكر العلماني سيد القمني منذ حوالي أربعة أعوام من جماعة الجهاد والتي توعدت فيها الجماعة القمني بنفس مصير رضا هلال التي زعمت أنها قتلته. لكن الرسالة وما تضمنته تعرضت للتشكيك.
ووسط كل هذه المعارك والنقاش
لكن حادث اختفاء رضا هلال عاد إلى دائرة الأضواء مرة أخرى بعد أن أعلن شقيقه انه تلقى معلومات من أحد ضباط سجن برج العرب بالقرب من مدينة الإسكندرية تفيد بأن هلال محتجز بالسجن، وهو ما نفته وزارة الداخلية المصرية. وقد قرر النائب العام المصري إعادة فتح التحقيق في الحادث. ويعتقد بعض المتابعين إن التحقيق لن يسفر عن جديد وأن تغريبة هلال ستستمر
هناك أيضا من يرى أن هلال ذهب ضحية لبطش النظام وهو التفسير الذي اتخذ عدة أشكال، فهناك من يربط بين اختفاء هلال ومعارضته إرهاصات مشروع توريث الحكم، وهناك من قارن بين اختفاء رضا هلال وملاحقة الناشط الحقوقي المصري سعد الدين إبراهيم، مشيرين إلى أن انتقادات الاثنين للنظم الديكتاتورية وعلاقاتهما الجيدة بالولايات المتحدة كانت تمثل تهديدا لاحتكار النظام المصري للعلاقات مع الغرب.
ولا تكشف التفسيرات الرسمية للحادث الكثير. حيث أوقفت أجهزة الأمن عمليات البحث عن رضا هلال. وفي ندوة عقدت  بنقابة الصحفيين المصرية استبعد الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام أي تورط للنظام الحالي في حادث الاختفاء مشيرا إلى أن اجهزة الأمن استنفذت جل طاقاتها لفك طلاسم الحادث دون جدوى. هذا وقد أشار البعض إلى أن اختفاء هلال مرتبط باسباب شخصية.
ومع مرور الوقت بدأ الأمل في معرفة ماذا حدث لرضا هلال يتضاءل وظن الكثير أن مصيره سيكون مشابها لمصير المعارض الليبي منصور الكيخيا الذي اختفى في القاهرة عام 1993 دون أن يترك خلفه أي أثر.
 ولا يمكن فهم خصومات هلال دون التطرق إلى مسيرته الفكرية.
من اليسار إلى الليبرالية
تخرج هلال من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في السبعينيات  وهي الفترة التي كان لا يزال فيها للتيار اليساري الكثير من النفوذ في الحركة الطلابية المصرية، وهو ما أثر على تكوين هلال الثقافي الذي تأثر بالفكر الماركسي. لكن مع التحاقه بالعمل في جريدة الأهرام، ثم سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تغيرت قناعات هلال الفكرية لتقترب من الليبرالية ذات التوجه العلماني. لكن توجهاته الليبرالية لم تحـُل دون أن يوجه سهام النقد لليمين الأمريكي المسيحي والمحافظين الجدد.
وبينما انتقد هلال العلاقة الوثيقة بين واشنطن وتل أبيب إلا أنه كان من المؤيدين للسلام بين العرب والدولة العبرية، وهو الموقف الذي أثار الكثير من المناقشات الحادة مع معارضي التطبيع من التيارين القومي العربي والإسلامي.
الحادي عشر من سبتمبر
لكن حدة النقاش سترتفع كثيرا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول. فمثلما هيمنت احداث الحادي عشر من سبتمبر على الساحة الثقافية والسياسية في الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة، فقد كان لها اثر كبير في العالمين العربي والإسلامي. حيث تصدر الحديث عن العلاقة بين الاسلام والغرب النقاش بين النخب في العالم الإسلامي.
لكن حدة النقاش والجدل ستزداد مع التطبيق العملي للسياسة الأمريكية الجديدة والذي تمثل في غزو أفغانستان ثم العراق. ففي البداية لم يظهر هلال تعاطفا مع عقيدة المحافظين الجدد الخاصة بالإطاحة بالنظم الديكتاتورية العربية واستبدالها بحكومات ديمقراطية تمثل الحل السحري لكل مشكلات الشرق الأوسط. فكثيرا ما شدد رضا هلال على أن الديمقراطية ليست مجرد انتخابات واقتراع بل هي ثقافة قائمة على احترام الأخر وصيانة حقوق الأقلية لحمايتها من طغيان الأغلبية.
ثم تغير موقفه ليكشف عن تأييده للغزو الأمريكي للعراق ويحمل كثيرا على الرئيس العراقي السابق صدام حسين وعلى المتعاطفين معه والذين وصفهم بأرامل صدام زاعما ان النظام العراقي كان يقدم الأموال للمثقفين والصحفيين في مصر كما في العالم العربي ليكيلوا له الثناء.
طالبت نقابة الصحفيين في بلاغ قدمته إلى المستشار عبد المجيد محمود بالتحقيق مع اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية السابق، بتهمة اختطاف الصحفي رضا هلال منذ عام 2003.
أكد أسامة هلال شقيق الصحفى رضا هلال ، أنه تقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه العادلى وجمال مبارك عن سر اختفاء شقيقه فى ظروف غامضة من 11أغسطس 2003 ،
وسرعة الإفراج عنه اذا كان مسجونا فى سجن المزرعة على حسب مكالمة تليفونية جاءت تؤكد وجود رضا فى سجن المزرعة ، مضيفا أنه يأمل بأن يتم الإفراج عن رضا هلال مع المعتقلين السياسيين . وأضاف أن هناك شهود عيان أكدوا رؤية رضا فى قصر الرئاسة من قبل ، وأن هناك أقاويل أخرى تؤكد رؤيته فى برج العرب بالأسكندرية ،وأضاف أن هناك لواء فى أمن الدولة أكد له أن "رضا" لم يخرج من مصر .
قدم البلاغ سيد أبوزيد المحامي المستشار القانوني لنقابة الصحفيين وسيد هلال شقيق رضا هلال الذي اختطف من منزله في ظروف غامضة
رضا هلال لم يختف في الصحراء، رضا هلال اختفى في قلب القاهرة من شارع القصر العيني، في وسط الزحام وفي «عز الظهر»، إنسان ما في مكان ما يعرف او رأى او سمع لحظة خروج رضا هلال.. مرور هذه الفترة على اختفائه تثير كثيراً من الأسئلة، ولو سألت رضا نفسه.. لقال لك ابدأ من أول الدائرة وشك في الجميع.. المهم انك تكون جادا في البحث عن الحقيقة».  حتى الآن هناك حالة من الخوف والتردد تصاحب عملية البحث عن رضا هلال
كما قامت نقابة الصحفيين المصريين بتكليف محاميها سيد أبو زيد بمتابعة نتائج التحقيقات أولا بأول.
و طالب سيد أبو زيد الذي حضر مع شقيق رضا هلال جلسة سماع أقواله، بموافاة النقابة بكافة أوراق التحقيقات والإجراءات التي اتخذت في واقعة اختفاء رضا هلال، مؤكدا أن نقابة الصحافيين معنية بذلك، خاصة وأن هذا الاختفاء مثير لقلق جموع الصحفيين.
إبراهيم منصور الكاتب والصحفي بالدستور قال
هل تتذكرون اسم رضا هلال؟!
إنه الصحفي والكاتب بالأهرام الذي وصل إلي منصب نائب مدير تحرير الأهرام حتي أغسطس عام 2003.
فهل يتذكره زملاؤه في الأهرام؟!
.. وهل تتذكره نقابة الصحفيين ومجلس إدارتها ونقيبها وأعضاء جمعيتها العمومية؟!
لم يكن «رضا هلال» كاتباً معارضاً، بل كان واحداً من مؤيدي النظام.. ومع هذا أهمل النظام مصيره.
ها نحن ندخل العام الثامن.. ولا أحد يعرف أين «رضا هلال»؟!
في 11 أغسطس عام 2003 وكان «رضا هلال» كعادته في صالة تحرير الأهرام يمارس عمله، وكما نقل عن زملائه أنه عاد إلي منزله، ثم اختفي تماماً، ولم يعرف عنه أحد شيئاً وكأنه فص ملح وداب!!!
.. وبدأت تحقيقات الشرطة في قضية اختفاء الزميل «رضا هلال»، لكن لم تسفر عن شيء.. ولم تقدم الشرطة والأجهزة الأمنية أي تفسير عن اختفائه.
.. إن هناك صمتاً مريباً دون شك يحيط بظروف اختفاء «رضا هلال».
.. وها هو بعد مرور سبع سنوات لم تصدر السلطات الأمنية أو غيرها حتي الآن أي شيء ولا تفاصيل التحقيقات التي أجريت حول اختفاء الزميل «رضا هلال».. وكأن القضية تم نسيانها.. أو قل إنه تم نسيانها تماماً.
فلم يعد أحد يتذكر «رضا هلال».
.. لم يعد زملاؤه يتحدثون عنه.
بعض من زملائه أصبحوا قيادات كبيرة في مؤسسته، لكن لم يعودوا يسألون عن مصيره.
.. فهم مشغولون الآن بالحفاظ علي مناصبهم ودعم النظام وولده.. والوقوف ضد التغيير.
أنا شخصياً لن أمل من تكرار السؤال: ما مصير «رضا هلال»؟!
وهو السؤال الذي مازال يردده أهله لكنهم لا يجدون أحداً يجيب عليهم!!
يريدون أن يعرفوا أي شيء عنه.. ولا مجيب.
قلبي مع أسرة الزميل «رضا هلال» الذين لن يملوا من السؤال عنه.
فيا أيها السادة في الداخلية: أين «رضا هلال»؟!

 

هناك تعليق واحد:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف